التثقيف الصحي

في عصر السوشيال ميديا، وخصوصا انستجرام، نتعرض دائما لنصائح عن التغذية والحميات الغذائية. الكثير من الإعلانات والمؤثرين ومدربين اللياقة الذين يعطون نصائح عن خسارة الوزن بصفة مستمرة، حتى أنه يتم التسويق لبرامج تغذية ولياقة بزعم أنها سوف تغير من شكل الجسم في مدة أسابيع قليلة.

انظمة خسارة الوزن المنتشرة حاليا، خاصة بين الأعمار الصغيرة والتي تبدأ من سن 16 عام، غالبا تعتمد على البروتينات كعنصر أساسي، مع نسب محدودة جدا من الكربوهيدرات، والتي قد تكون معدومة في بعض الأنظمة أيضا.، ورغم النتائج السريعة لمثل هذه الأنظمة إلا أنه لا يوجد ضمان لاستمرارية نتائجها في حالة التوقف عنها، كما أن بعض الدراسات الحديثة تقترح أن مثل هذه الأنظمة قد يكون لها تأثير سلبي على الكلى على المدى البعيد.

عند تناول البروتينات، تتكون نسبة من بقايا هضم البروتينات في الدم، وتبدأ الكلى في تنقية الدم منها وتخرجها من الجسم مع البول. في حالة وجود اعتلال في الكلى، تقل قدرتها على القيام بهذه المهمة، مما يؤدي إلى تراكم هذه البقايا في الدم وعدم خروجها من الجسم بالشكل السليم.

الجدير بالذكر أن أمراض الكلى من الأمراض الصامتة والتي لا تظهر أعراضها في المراحل الأولية، فقد يكون أي شخص مصاب باعتلال في الكلى بدون أن يدري، لذا ينصح الأشخاص المعرضين بنسبة كبيرة للإصابة بأمراض الكلى أو الذين يتعايشون بكلية واحدة، وبالتأكيد الأشخاص المصابين فعليا بأمراض الكلى المزمنة أن يعتمدوا على نظام غذائي قليل البروتينات.

اذا كنت بحاجة لخسارة الوزن، يجب استشارة اخصائي/ة تغذية أولا، وعدم اللجوء لنظام غذائي غير مدروس بغرض الخسارة السريعة فقط، وفي حالة اللجوء لنظام غذائي عالى البروتين، ننصح بإجراء الفحوصات اللازمة للإطمئنان على صحة الكلي أولا، والتي تشمل فحص نسبة الكرياتينين في الدم والبروتين في البول.

وأخيرا، النظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة بشكل مستمر هما مفتاح خسارة الوزن الصحية، بشكل دائم ومستمر، لأن احتياجات كل جسم تختلف عن الأخر